المشروبات الغازيه...!
تحظى المشروبات
الغازية بإقبال كبير خصوصا في أيام الصيف، وذلك لما تتمتع به هذه المشروبات من حلو
المذاق، يتم تعبئتها بزجاجات أو علب تتنوع أشكال تصاميمها وأحجامها ومقاييسها، وما
يزيد من كثرة إقبال الشباب على هذه الأنواع من المشروبات هو رخص ثمنها، حيث تعرض
في مختلف المحلات بأسعار زهيدة، وقلما نتجه إلى أي موقع الا ونستطيع اقتناء زجاجة
أو علبة من هذه المشروبات .
وفي ظل الاعجاب
المتزايد بهذه الأنواع من المشروبات، ازدادت في المقابل شعبيتها حتى تصل إلى فئتي
الأطفال والنشئ، ممن أصبحوا يتقنون تقليد من يكبرونهم سنا في اقتناء هذه
المشروبات، لدرجة أن الكثير منهم أصبح يدمن، إن صح التعبير، نوعا معينا منها
يعتبره الأفضل مذاقا من بين عشرات الأصناف الأخرى.
وما يعزز هذه
الرغبة الشديدة لدى النشئ والشباب باقتناءها بمختلف مذاقاتها، الإعلانات التجارية
التي تتفنن في عرض منتوجاتها في مشاهد ترويجية أكثر أناقة وجاذبية، حيث تبدل
الشركات المنتجة والراعية لهذه المشروبات قصارى جهودها لتوسيع شعبية اقتنائها، وهي
غالبا ما تركز على شريحة النشئ والشباب، هذه الفئة التي تمثل الغالبية العظمى في
مختلف دول العالم وذلك لتحقيق عوائد مادية مربحة وغير متوقعة.
وبالرغم من
اقتناء الكثيرين لهذه الأنواع من المشروبات الغازية، ألا أن البعض من يجهل الاثار
الصحية الجسيمة التي تتسبب فيها، فحسب الدراسات الطبية يؤكد المختصون في هذا
المجال بأن إدمان المشروبات الغازية يؤدي مباشرة إلى إتلاف جدار المعدة مما قد
يسبب الام حادة بها وذلك لاحتوائها على مواد غازية مركزة، كما أن الإكثار من شربها
يؤدي بطبيعة الحال إلى فقدان شهية الأكل عند الإنسان.
وبعيدا عن
الآثار الصحية، وفي مقابل الشعبية والانتشار اللذين تحظى بهما هذه المشروبات، تظهر
لنا البحوث والدراسات نتائج أخرى تشير إلى أن هذه العبوات أصبحت خطرا جديدا يداهم
المجتمعات المتحضرة، فبعد الانتهاء من شراب ما بداخلها يرمي بها المستهلك غير
مكترث بالآثار التي قد تتسبب في حوادث الطريق أو جرح المارة ، كما أن البعض لا
يدرك ما تخلفه هذه العبوات من تشويه للمنظر العام للمدينة والقرية التي نقطن بها،
ولهذا لا يقتصر الضرر هنا على الإنسان وحدة بل يمتد ليشمل جمال المدينة التي يعيش
فيها.
وتبقى الجهود
المبذولة من قبل مختلف الجهات والمؤسسات لا تكفي وحدها للتقليل من آثار ما تسببه
هذه العبوات الزجاجية من مشاكل صحية وبيئية.
وها نحن ندعو
الجميع لنكون عونا لمختلف المؤسسات للتخفيف من آثارها السلبية، مؤكدين هنا، أننا
لسنا ممن ينون مقاطعة هذه المشروبات ، ولكن يتوجب علينا توخي الحذر من أضرارها
الصحية واثارها البيئية ، وعلينا أن نقتدي دائما بالمثل القائل: "درهم وقاية
خير من قنطار علاج"، وهو خير وسيلة للحفاظ على صحتنا ونظافة مدننا.
موضوع يستحق القراءه والتبصر في استهلاك المشروبات الغازيه
ردحذفمقال رائع من شخص جميل كجمال المدينة
ردحذف