شلالات فلج السواقم بعد فيضانه (عدستي) |
تدوين: يحيى السلماني
وادي مجلاص أحد الأودية الشهيرة بولاية قريات، ينحدر هذا الوادي من
غيول وادي السرين (غربا)، تسانده أودية أخرى كوادي عيّانه ووادي كبكب ووادي قيد، ثم
ينحدر إلى بلدة القابل (طريق عرقي – صياء) ليلاقي لاحقا وادي صياء ووادي قطفات، ثم
يلتقي بوادي الحريم أسفل قرية عرقي، كما ترفد هذا الوادي وادي الطابة ووادي المداوه
شرقي قرية الهبوبية، ووادي بلل ووادي الجفيرة والفليج ووادي الصلحة ووادي الرحبة ووادي
الحيلين، ثم ينتهي بمساره المتعرج بقرية حاجر قريات ومصبه الأخير في بحر خليج عمان
(شرقا) .
وادي مجلاص، الذي يقع مدخله مباشرة إلى الشرق من قرية السواقم، يتسم بطوبوغرافيته
المتميزه، ومن يسلك الطريق الترابي الرابط بين شرق الوادي وغربه، تلفت انتباهه طبقات
صخرية شديدة الالتواء، تتزين بنتوءات من الطبقات "الجوراسية" تقع على ضفتي
الوادي من جهتيه الشمالية والجنوبية.
ترجع الدراسات الجيولوجية عمر التكوين لهذه الطبقات الجوراسية لأكثر
من 170 مليون سنة، وهي تبدو بشكلها المتموج، تضفي لمسة جمالية على روح المكان، فتتباهى بتشكيلات من الحجر الرملي والحجر الطمي بين
الطبقات الرمادية التي تبدو قد تشكلت من نوعيات فريدة من الحجر الجيري.
هطول أمطار "منخفض الرحمه"، أعاد الحياة والحيوية لهذا
الوادي الذي عانى من الجفاف لأكثر من عشر سنوات، فامتلأ فلج "الهبوبية"،
وفاض فلج "السواقم"، وهكذا تبدو أشجار السمر والسدر اليوم يانعة مثمرة،
ويمتلئ فج الوادي بالبرك المائية التي أضحت ضفاف جاذبة للعديد من أنواع الحياة
الفطرية كالطيور والغزلان وأعداد لا بأس
بها من حيوان الطهر العربي الذي يحظى ب"حماية
خاصة" في محمية السرين الطبيعية (حسبما شهد وأفاد بذلك عدد من السكان المحليين).
في سابق الوقت، خلال عقد السبعينات من القرن الماضي، كان الطريق الترابي
بوادي مجلاص يعد أحد المسارات الرئيسية التي تربط القرى الشرقية لولاية قريات التي
من بينها: قرية المسيلة، والحاجر والوسطى، بالقرى الغربية للولاية والتي تشمل: السواقم
والهبوبية وحيفظ وعرقي وصياء وغيرها، وما تزال ذكرى عبور هذا الوادي من ولاية
قريات مرورا بالقرى الغربية ووصولا إلى روي ومطرح ومسقط ملتصقة بذاكرة أبناء
الولاية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق