الخميس، 23 يوليو 2020

خطوه رائده نحو الإكتفاء الذاتي...!

تدوين: يحيى السلماني

أعلن جهاز الاستثمار العُماني مؤخراً عن مشروع إنشاء "شركة مُتكاملة لتسويق الخضروات والفواكه" مُهمتها تسويق المنتجات المحلية من الخضروات والفواكه بالسلطنة، تستهدف الشركة "تسويق منتجاتها بنسبة 65% في أسواق التجزئة والجملة المحلية، بينما سيتم تصدير 35% من منتجاتها للأسواق الخارجية".

في أكثر من مناسبه تطرقنا لأهمية الإستفادة من معطيات الطبيعة التي وهبنا الله إياها، وأشرنا إلى أن مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بالسلطنة، حسب إحصائيات وزارة الزراعة والثروة السمكية، "تبلغ نحو (2.2) مليون هكتار، وتُشكّل نحو 7% من المساحة الكلية للسلطنة"، هذه المؤشرات الأوليّة التي تؤكدها الجهات المختصة تبدو لنا مبشرة بالخير، إذا ما أمعنّا الجديّة في دعمها باستراتيجية مدروسة تفي بالعمل على تأسيس "إستثمار غذائي" ناجح.

إن الشروع في إنشاء هذا المشروع الذي طال انتظاره سيسهم في تنشيط دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وسيقلّل بالتالي مُعدّل البطالة، كما يعدّ أحد الأعمدة التي يمكن لحكومة السلطنة الإتكاء عليها لتحقق جزءاً هاماً من "الاكتفاء الذاتي" الذي أضحى، في نظرنا، مطلباً مُلحّاً يسهم في "تحصين" المواطن والمقيم، على حد سواء، من أساليب "الإبتزاز" التي تُمارس من قبل المسوّقين للمنتجات الزراعية المستوردة، وتحدّ بشكل مباشر من إشكاليات "غلاء الأسعار" التي باتت تؤرّق كل بيت بسبب تناقص الإمدادات الغذائية من الأسواق الإقليمية والدولية خصوصاً في أوقات الكوارث الطبيعية والأزمات الصحية.  

ما يتوجب التنويه إليه ونحن نعيش "نشوة" الإعلان عن هذا المشروع الوطني ضرورة أن يتبّنى أصحاب القرار أحدث التقنيات للإرتقاء بهذا القطاع الحيوي، كما أن استثمار خبرات مراكز البحوث والإرشاد الزراعية بمختلف محافظات السلطنة ضرورة لا بدّ من الإلتفات إليها للتمكّن من تخطّي كافة العقبات التي قد تقف "حجر عثرة" أثناء تنفيذ المشروع بالشكل المطلوب. 

يستوجب علينا التذكير هنا بأنه قبيل أكثر من ثلاثة عقود احتفلت السلطنة بعاميّ الزراعة (1988 – 1989م)، وأنهالت على مدى عامين العشرات من الوعود الداعية إلى تحسين وضع القطاع الزراعي وتحديث أنماط تنميته بالسلطنة، ها قد مرّت الأيام والسنين لكن، وبكل أسف، لم نلمس ممّا تم التسويق له إلا "النذر اليسير"، عليه، لا نتردّد اليوم بإسداء النصيحة للقائمين على هذه البادرة لإمساك أطراف ووسط "بساط" هذا المشروع حتى لا يضيع في "مهب الريح" مثلما ضاعت عشرات المشاريع التنمويه في سالف الوقت، وسنبقى مُتابعين لتنفيذ هذا المشروع المُتميّز في مختلف مراحله، مُتمنين لمؤسسيه إنجاز المهام المُوكلة إليهم بنجاح، وكلنا لهفة وشغف وتفاؤل أن يرى مشروعنا الوطني النور في الوقت المحدّد له، ولنا كلمة في قادم الوقت بمشيئة الله.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خور الملح موطن الذهب الأبيض

  تدوين: يحيى السلماني مع بداية فصل الصيف التي تمتد من مايو حتى شهر أكتوبر تنشط وتيرة انتاج الملح بالطريقة التقليدية في ولاية قريات. وبنهاية...