تدوين: يحيى السلماني
ما تقوم به الفرق التطوعيّة من
جهود حثيثة لاجتثاث نبتة "البارثنيوم" في محافظة ظفار يدعونا جميعاً
للتفاخر بمؤشرات مُرضية لما يوليه المجتمع المحلي من اهتمام، ونجاحها في إقناع المجتمع بمختلف شرائحه للمشاركة "طواعية" في مثل هذه الحملات التي
تعود بالنفع على صحة الإنسان والبيئة المحيطة به.
الناشط البيئي المُختص في مجال البيئة، على عكعاك، الذي
نبّه، عبر وسائل التواصل الإجتماعي، عن الاثار الصحية والبيئية التي تسببّها هذه النبتة الغازية باعتبار أنها أضحت
تُمثّل هاجسا يؤرّق بال المختصين بسبب انتشارها في سهول وجبال المحافظة، فهذه
النبتة التي تتراوح جملة البذور التي تحملها –حسب ما خلصت إليه الدراسات العلمية- بين
خمسة عشر ألفا إلى مائة ألف، وهي بهذا سجّلت نجاحاً كبيراً لاكتساحها مساحات شاسعة
من البساط الأخضر بالمحافظة.
هذه النبتة الدخيلة "الغازية" هي ليست الأولى
من نوعها، فالدراسات البيئية تشير إلى أن السلطنة تعاني من جملة من أنواع النباتات
التي تنتشر في ربوع السلطنة، من بينها على سبيل المثال لا الحصر: شجرة "المسكيت"
والتي يطلق عليها محليا "الغاف البحري"، حيث تقدّر الدراسات وجود "ما
بين 20 - 22 مليون شجرة، وتتزايد سنوياً بمقدار
5%، وكل شجرة من أشجار "المسكيت" تنتج آلاف البذور سنوياً التي تنتقل عن
طريق مجاري الاودية ومخلفات المواشي، وهي شجرة لديها القدرة على مقاومة جميع الظروف
المناخية القاسية ما جعلها الأكثر انسجاماً مع طبيعة العديد من المناطق العُمانية".
نبتة "البارثنيوم" التي وصلت ظفار، حسب
التقارير الرسمية، قبيل ما يقرب من عشر سنوات، لها نفس الاثار التي تخلفها شجرة "الغاف البحري"، فكلاهما تتنافسان على التهام الرقعة
الخضراء، وتهددّان خصوبة الأرض، وتتسببان في إصابات صحية بالإنسان كالإصابة بالالتهابات
الجلدية، وهما متسبّبتان في نفوق عشرات الحيوانات والطيور.
لا يسعنا هنا، إلا أن نوجّه كلمة شكر لأبناء محافظة ظفار على الجهود التي يبذلونها بتفاني وإخلاص "لاستئصال" هذه النبتة السامّة، وكلنا أمل أن تتواصل مثل هذه
الحملات التي تُسجّلّ مؤشراً حقيقياً لتنامي مستويات الوعي البيئي بمحافظة ظفار التي
تستحوذ على ما يقرب من 75% من عناصر التنوع الأحيائي بالسلطنة.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق